الشاعر ،، ابوعلي الحلفي ،، ملاحم الشعراء

ملاحم العراق :

مهداة إلىٰ كل شعراء الوطن العربي ...

لزينبَ حينَ تسفرُ في المساءِ

شذا عطرٍ يداوي كلَّ داءِ ...

يهبُّ مع النسيمِ هوىً غريباً

كأنَّ عبيرَهُ نَفَسُ اللقاءِ ...

إذا انطفأتْ تقاربني المنايا

وإنْ ضاءتْ فشغلي بالضياءِ

تمرَّدَ ظاؤها فغدا جدالاً

يُفَجِّرُ في العروبةِ ألفَ ظاءِ !!!

تعاتبني على هجري بكاءً

فأُسْكِتُها بوصلٍ من بكائي ...

وتسألُني الثواءَ ولستُ ثاوٍ

وهل لِصُوَيْحِباتٍ من ثواءِ ؟!

أُسَرُّ بليلِها وأُساءُ صبحاً

كأنَّ لقاءَها نجمُ المساءِ ...

فقلتُ لها ، وفي قلبي سماءٌ

وقلبي لا يُتاجرُ بالسماءِ ...

وإنّي شاعرٌ ماباع شعراً

ولو أُعْطىٰ مَقامُ الأنبياءِ !!!

سأدعو ، لا على دهرٍ تمادى

فإنَّ الدهرَ يسخَرُ من دعائي ...

ولكني على شرقٍ غبيٍّ

وشعبٍ لا يفيقُ من الغباءِ !!!

على أني سأطلقُها ابتداءً

وأرمي المنتهى بالإبتداءِ ...

فبعضُ الخيرِ ينتجُ عن غباءٍ

وبعضُ الشرِّ ينتجُ عن ذكاءِ !!!

وعُمْرٌ قد مضى نهراً فراتاً

حرِيٌّ أن يُقيمَ بظلّ ماءِ ...

نقيٌّ حزنُنا من ألفِ عامٍ

وحزنُ الغيرِ يحلُمُ بالنقاءِ ...

***************
لزينبَ في الصباحِ وفي المساءِ

صدى ودْقٍ يفيضُ بكربلاءِ

تجذَّرَ في العراقِ فلستَ ترنو

سوى طفٍّ لهُ ألفا فضاءِ !!!

يباتُ بكلِّ ماطرةٍ وجوداً

كأنَّ بروقَهُ سرُّ البقاءِ !!!

فقلْ للناصبينَ لنا فخاخاً

غداةَ العُمْيِ تهفو للعَمَاءِ

بأنّا قد أضأناها شموساً

ووحْياً من ( حراءَ ) إلى ( حراءِ )

وأنّا إنْ أقمناها صلاةً

يُظَنُّ بأننا جندُ السماءِ !!!

وأنّا إنْ تصدينا لغازٍ

يُخالُ بأننا غزوُ القضاءِ !!!

إذا عَثَرَتْ بنا ريحٌ عقيمٌ

تعودُ حُبَيْلَةً بالكبرياءِ !!!

إذاما خيَّرونا في عَشاءٍ

تخيَّرْنا العِشاءَ على العَشاءِ !!!

ويشتمُنا الرعاعُ وليس فينا

سوى تَوْقٍ لآخرةِ البقاءِ !!!

لها بقية ...
شعر : أبو علي الحلفي ( ملاحم للشعراء )

تعليقات

المشاركات الشائعة