الشاعرة .. سهاد حقي الاعرجي

.....الصندوق.....

ركضت سريعا دون.....
أن أشعر بطول الطريق.....
ماسكة بيدي الأثنتين.....
علبة مصنوعة من الخشب.....
واضعة إياها بالقرب من قلبي...
خائفة عليها من السقوط.....
بيد من لا يرحم.....
فأستمريت بالركض وكأنني .....
في سباق للمارثون.....
الى أن وصلت إلى بقعة آمنة.....
فجلست حتى ألتقط أنفاسي.....
من ركض أستمر لساعات.....
وبعدها بدأت بالتكلم إليها.....
تارة ...
وتارة أخرى أهمس لها.....
وكأنني أودعها قبل تطايرها ....
وفتحتها بهدوء والحزن يملئني.....
ولأشبع نظري منها.....
للمرة أخيرة...
فأنطلقت الواحدة.....
تلو الأخرى وهي.....
تنظر اليَ كالفراشات .....
وتحاول توديعي والدموع ....
بعينيها قبل الأختفاء بالهواء...
قد تسألوني ما هي.....
ولم هذا الصندوق الخشبي.....
إنه  يحمل أجمل وأقسى.....
ما أملكه منذ صغري.....
أجملها طفولتي.....
البريئة الخالية من الهموم.....
وأول حب مررت به...
وأقسى سنين عمري.....
من عذابات الروح.....
وفراقا لم أحتمله.....
وجروحا بقيت آثارها الى الآن.....
هل عرفتموه ما هو.....
إن كنتم تملكون واحدا .....
فلا تعطوه لأي كان .....
إحتفظوا به أو.....
أطلقوه دون رجعة......
---بقلمي---
...سهاد حقي الأعرجي...

تعليقات

المشاركات الشائعة