الكاتب .. محمد فخري جلبي
خلف بوابة القيامة ...
بقلم الكاتب محمد فخري جلبي
ماذا تبقى لدي ؟؟
أصغيرتي !!
والمنفى سيف فارسي
يصارعني على حلبة البقاء
يمضغ أحاسيسي رويدا رويدا
كما يأكل البحر موجاته عند الظهيرة
مساحة الخوف تلغي جغرافيا الأوطان
فلم تعد هناك قضية لدنيا تستحق التضحية
عندما تتزواج الأحزان في باحات شراييني
وتنجب قبيلة من الحزن الأسيوي
عندما تلقح الأهات غيوم الدمع عنوة على سرير الملح وكلي جراحات
فيهطل المطر معصوم العينان يفتت صمت العابد
عندما تتلصص السفن على همهمات ركابها
وتغزل من الحكايا الطفولية أشرعة للنجاة
عندما تقفين أمام المرآة وتمشطين شعرك بخجل
وتنتظرين عودة أمير البلاد على صهوة حصانه الأبيض
وتزعمين بأنك لم تقرأي بالصحف اليومية
نبأ رحيله
وأعتقال حصانه في حظائر أمن الدولة
وتكابرين كالطفلة العنيدة التي ترفض موت أبيها
فأنت زهرة الآله الخالق
لاتلوميني على فقدان هويتي ومنديلك وصراخي وخاتم زفافنا
وأناشيد الصيف
وزجاجة قوس قزح
والياسمين الدمشقي المعتق
وعباءة الأمام المنتظر
فالمسافة بيني وبين التشرد قصيرة جدا
والعمر لايحتمل المخاطرة
وسفينة نوح قد أبحرت
والطوفان قد أعتلى قمم الجبال المحيطة بالمدينة
والممرات الخلفية أكتظت بالجواري والغلمان
فلم يعد هناك مكان لأخر يمامة عراقية
أتعلمين حبيبتي
العنقاء والخل الوفي
والدفء والشبع والأمن والأمان والعدل والمساواة والحرية
أقسى معجزاتنا
والحمدلله لم يتحقق شيء من معجزاتنا
الجنس مايزال أخطر أحاديثنا
والحمدلله لم نعد قادرين حتى على ممارسة الحديث خوفا من الجلاد والغول بعد أنتحار رجال البادية
قررت الذهاب إلى القمر
وحزمت أمتعتي
ومشاعري وطباشيري ودفاتري
ومواعيد جنوني وفترات ضياعي
ولم يسمحوا إلى بالسفر
بعد أن أشترى أمراء الخليج الأرواح والسماء وسطح القمر
فقررت النزول إلى قعر الأرض لأحترق بكل طاقاتي
فمنعوني من المرور بلا تصريح بالموت موقع من وزارة الأوقاف
فعزمت النية على الثبات والتمسك بماتبقى لدي !!!
ومازلت واقفا خلف بوابة القيامة أنتظر سماع أسمي ... لتبدأ نهايتي
تعليقات
إرسال تعليق