الشاعر .. جرجس لفلوف
الست رجلا طيبا
ركن حامد شاحنته الحمراء بجانب استراحة الطريق عائدا إلى مدينته الهادئة فقد اشتاق لبيته وعائلته
دخل الاستراحة يريد احتساء قهوته الصباحية. كان صوت المذياع يصدح بلحن موسيقي هادئ. أسند مرفقيه على حافة البار .قدمت له النادلة الجميلة فنجان قهوته وهي تستقبله بابتسامة وكلمة ترحيب.شكرها وأخذ يرتشف قهوته بهدوء
عبر رجل الطريق المواجه للاستراحة وذهب إلى حيث سيارة حامد مركونة ولكن حامد لم يعره اهتماما فقد كان ينظر إلى وجه النادلة وهي ثعيد بعض خصلات شعر سقطت على جبينها وخديها المتوردين ولكنه لم يغازلها بل دفع الحساب وودعها بابتسامة وذهب مسرعا إلى سيارته وهم بالصعود إلى مقعده وإذ يفاجأ بصوت رجل يقول
...إيمكنك نقلي معك سيدي
لم يكن يتوقع ما رآه وسمعه مستغربا من أين جاء هذا الرجل هل كان مستلفيا بين عجلات السيارة ام كان يرتدي القناع المخفي.? ردعليه
..ليست العربة معدة لنقل الركاب الم تقرأ ما هو مكتوب على واجهتها.?
....انا لا اعرف القراءة سيدي الست رجلا طيبا وتتكرم وتنقل معك صديق لك طيب مثلك.?
رحل حامد داخل ذاته وقرأ على صفحة قلبه( من لا يلبي طلب محتاج لا يكون طيبا ولا وفيا لقيمه الأخلاقية والإنسانية وقد أوقعه الرجل في مازق اما ان يكون وفيا لمبادئه وطيبا أو لا يكون ) وبما انه يريد ان يكون قال للرجل اصعد الى جانبي
صعد كل منهما إلى مقعده وانطلق حامد بسيارته وما أن ركب صهوة الطريق حتى التفت إلى الرجل يريد محادثته فراه نائما وصوت شخيره يعلو على صوت شخير السيارة ففضل السكوت إلى أن وصلا المدينة وصارا على مدخل الشارع المؤدي إلى بيت حامد. هنا فتح عينيه الرجل وقال.. شكرا صديقي الوفي يمكنني النزول.توقف حامد وترجل الرجل وتابع حامد السير وما ان
اقترب من منزله وقبل أن يفتح الباب للنزول كان هو والسيارة قد تبخرا والرجل يشاهد أشلاء السيارة والرجل الطيب تطير في الهواء مع أشلاء المنزل ومن كان في المحيط والدماء تغسل بلاط الشارع والرجل واقف يشاهد المنظر ضاحكا ويقول
الست رجلا طيبا? ألم أكن لك صديقا وفيا.?
جرجس لفلوف سورية
تعليقات
إرسال تعليق